للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعجل دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك. قالوا: يا رسول الله إذا نكثر؟ قال: الله أكثر (١) » . تبين في الحديث أن الله قد يؤخر الإجابة إلى الآخرة ولا يعجلها في الدنيا لحكمة بالغة؛ لأن ذلك أصلح لعبده وأنفع لعبده، وقد يصرف عنه شرا عظيما خير له من إجابة دعوته وقد يعجلها له. فعليك بحسن الظن بالله وعليك أن تستمر وتلح في الدعاء فإن في الدعاء خيرا لك كثيرا، وعليك أن تتهم نفسك وتنظر في حالك، وأن تستقيم على طاعة ربك، وأن تعلم أن ربك حكيم عليم وقد يؤجلها وقد يعجلها لحكمة، وقد يعطيك خيرا من دعوتك، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل (٢) » فيقول: دعوت ودعوت فلا أراه يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويذهب الدعاء، فلا ينبغي لك أن تستحسر ـ ولا ينبغي لك أن تدع الدعاء. الزم الدعاء وألح على ربك واضرع إليه وحاسب نفسك، واحذر أسباب المنع من المعاصي والسيئات، وتحر أوقات


(١) مسند أحمد بن حنبل (٣/١٨) .
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل برقم ٦٣٤٠، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل برقم ٢٧٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>