فهذا يدل على شرعية رفع اليدين في الدعاء وأنه من أسباب الاستجابة، لكن ثبت في مواضع أخرى أنه لم يرفع فيها عليه الصلاة والسلام يديه مثل الدعاء بين السجدتين والدعاء في آخر الصلاة قبل السلام، هكذا الدعاء بعد الفرائض الخمس (الظهر ـ والعصر ـ والمغرب ـ والعشاءـ والفجر) ما كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه بعد شيء منها، فالسنة في مثل هذا ألا ترفع الأيدي بل الرفع في هذا بدعة؛ لأنه لم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام ولا عن أصحابه رضي الله عنهم، ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه، عليه الصلاة والسلام.
لكن إذا قنت في النوازل شرع له رفع اليدين بعد الركوع في الركعة الأخيرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لما دعا على القبائل التي اعتدت على المسلمين من القراءة؛ ولأنه صلى الله عليه وسلم دعا بعد الركوع من الركعة الأخيرة على
(١) رواه الترمذي في كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم برقم ٣٥٥٦ وأبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء برقم ١٤٨٨ واللفظ له، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء برقم ٣٨٦٥.