أموال الناس ولا يبالي بالضغط عليهم وظلمهم والعدوان عليهم، فليس لهذا ولا هذا، بل هو وسط بين الاقتصادين ووسط بين الطريقين وحق بين الباطلين، فالغرب عظموا المال وغلوا في حبه وفي جمعه حتى جمعوه بكل وسيلة، وسلكوا فيه ما حرم الله عز وجل، والشرق من الملحدين من السوفييت ومن سلك سبيلهم لم يحترموا أموال العباد، بل أخذوها واستحلوها ولم يبالوا بما فعلوا في ذلك، بل استعبدوا العباد واضطهدوا الشعوب وكفروا بالله وأنكروا الأديان؛ وقالوا لا إله والحياة مادة، فلم يبالوا بهذا المال، ولم يكترثوا بأخذه بغير حله، ولم يكترثوا بوسائل الإبادة والاستعباد على الأموال والحيلولة بين الناس وبين ما فطرهم الله عليه من الكسب والانتفاع، والاستفادة من قدراتهم ومن عقولهم وما أعطاهم الله من الأدوات، فلا هذا ولا هذا.
فالإسلام جاء ليحفظ المال واكتسابه بالطرق الشرعية البعيدة عن الظلم والغشم والربا وظلم الناس والتعدي عليهم، كما جاء باحترام الملك الفردي والجماعي، فهو وسط بين النظامين وبين الاقتصادين وبين الطريقين الغاشمين، فأباح المال ودعا إليه ودعا إلى اكتسابه بالطرق الحكيمة من غير أن يشغل كاسبه عن طاعة الله ورسوله وعن أداء ما أوجب الله عليه؛ ولهذا قال عز