للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمل يده (١) » فهذا يبين لنا أن نظام الإسلام في المال نظام متوسط، لا مع رأس المال الغاشم من الغرب وأتباعه، ولا مع الشيوعيين الملحدين الذين استباحوا الأموال وأهدروا حرمات أهلها، ولم يبالوا بها واستعبدوا الشعوب وقضوا عليها واستحلوا ما حرم الله منها، فلك أن تكسب المال وتطلبه بالطرق الشرعية وأنت أولى بمالك وبكسبك بالطريقة التي شرعها الله وأباحها جل وعلا، والإسلام أيضا يدعو إلى الأخوة الإيمانية وإلى النصح لله ولعباده وإلى احترام المسلم لأخيه، لا غل ولا حسد ولا غش ولا خيانة ولا غير ذلك من الأخلاق الذميمة، كما قال جل وعلا: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (٢) وقال جل وعلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (٣) وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله (٤) » الحديث، فالمسلم أخو المسلم يجب عليه احترامه وعدم احتقاره


(١) أخرجه البخاري في كتاب البيوع، باب كسب الرجل وعمله بيده برقم ٢٠٧٢.
(٢) سورة التوبة الآية ٧١
(٣) سورة الحجرات الآية ١٠
(٤) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه برقم ٢٥٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>