للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الإسلام، يقال للإسلام سلم؛ لأنه طريق السلامة وطريق النجاة في الدنيا والآخرة فهو سلم وإسلام، فالإسلام يدعو إلى السلم، يدعو إلى حقن الدماء بما شرع من الحدود والقصاص والجهاد الشرعي الصادق فهو سلم وإسلام وأمن وإيمان؛ ولهذا قال جل وعلا {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} (١) أي ادخلوا في جميع شعب الإيمان، لا تأخذوا بعضها وتدعوا بعضا، عليكم أن تأخذوا بالإسلام كله، ولا تتبعوا خطوات الشيطان يعني المعاصي التي حرمها الله عز وجل، فإن الشيطان يدعو إلى المعاصي وإلى ترك دين الله كله، فهو أعدى عدو؛ ولهذا يجب على المسلم أن يتمسك بالإسلام كله وأن يدين بالإسلام كله وأن يعتصم بحبل الله عز وجل وأن يحذر أسباب الفرقة والاختلاف في جميع الأحوال، فعليك أن تحكم شرع الله في العبادات وفي المعاملات وفي النكاح وفي الطلاق وفي النفقات وفي الرضاع وفي السلم والحرب ومع العدو والصديق وفي الجنايات وفي كل شيء، دين الله يجب أن يحكم في كل شيء، وإياك أن توالي أخاك؛ لأنه وافقك في كذا وتعادي الآخر؛ لأنه خالفك في رأي أو في مسألة، فليس هذا من الإنصاف فالصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في مسائل، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في الصفاء بينهم والموالاة


(١) سورة البقرة الآية ٢٠٨

<<  <  ج: ص:  >  >>