للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله سبحانه {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} (١) الآية، وقوله جل وعلا في قصة موسى وهارون: فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه (٢) » فعليك يا عبد الله أن ترفق في دعوتك ولا تشق على الناس ولا تنفرهم من الدين ولا تنفرهم بغلظتك ولا بجهلك ولا بأسلوبك العنيف المؤذي الضار، عليك أن تكون حليما صبورا سلس القياد لين الكلام طيب الكلام حتى تؤثر في قلب أخيك وحتى تؤثر في قلب المدعو وحتى يأنس لدعوتك ويلين لها ويتأثر بها ويثني عليك بها ويشكرك عليها، أما العنف فهو منفر لا مقرب ومفرق لا جامع..ومن الأخلاق والأوصاف التي ينبغي، بل يجب أن يكون عليها الداعية: العمل بدعوته وأن يكون قدوة صالحة فيما يدعو إليه، ليس


(١) سورة آل عمران الآية ١٥٩
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر برقم ١٨٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>