للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمؤمنات، وهم عباد الرحمن على الحقيقة والكمال، وقرة العين أن ترى ولدك من ذكر وأنثى متخلقا بصالح الأعمال، والولد إذا أطلق يشمل الذكر والأنثى، والذكر يقال له ابن والأنثى يقال لها بنت، وهكذا كلمة الذرية تشمل الذكر والأنثى، ومنه الحديث: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له (١) » .

فالولد يشمل الذكر والأنثى كما تقدم، فقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (٢) يعني ذرية تقر بهم العين لكونهم مطيعين لله مستقيمين على شريعته، وهكذا الأزواج، الزوج إذا رأى زوجته على طاعة الله قرت بها عينه، وهكذا الزوجة إذا رأت زوجها على طاعة الله وهي مؤمنة قرت بذلك عينها، فالزوج الصالح قرة عين لزوجته والزوجة الصالحة قرة عين لزوجها المؤمن، والذرية الطيبة قرة عين لآبائهم وأمهاتهم وأقاربهم المؤمنين والمؤمنات.

{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (٣) يعني أئمة في الخير هداة للخلق، ثم أوضح سبحانه جزاءهم فقال: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ} (٤) وهي الجنة، سميت غرفة لارتفاعها؛ لأنها في أعلى مكان فوق السماوات تحت العرش، فالجنة في أعلى مكان ولهذا قال: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ} (٥) يعني الجنة {بِمَا صَبَرُوا} (٦) أي بسبب صبرهم على طاعة الله، وصبرهم عن محارم الله، وصبرهم على المصائب، فلما صبروا جازاهم الله بالجنة العالية العظيمة، لما صبروا على أداء حق الله وصبروا عن محارم الله وصبروا على المصائب المؤلمة من مرض وفقر وغير ذلك، جزاهم الله بأحسن الجزاء {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا} (٧) أي في الجنة {تَحِيَّةً وَسَلَامًا} (٨) {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} (٩) هذه من صفات أهل الإيمان الكامل من الذكور والإناث أهل السعادة


(١) صحيح مسلم الوصية (١٦٣١) ، سنن الترمذي الأحكام (١٣٧٦) ، سنن النسائي الوصايا (٣٦٥١) ، سنن أبو داود الوصايا (٢٨٨٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٢) ، سنن الدارمي المقدمة (٥٥٩) .
(٢) سورة الفرقان الآية ٧٤
(٣) سورة الفرقان الآية ٧٤
(٤) سورة الفرقان الآية ٧٥
(٥) سورة الفرقان الآية ٧٥
(٦) سورة الفرقان الآية ٧٥
(٧) سورة الفرقان الآية ٧٥
(٨) سورة الفرقان الآية ٧٥
(٩) سورة الفرقان الآية ٧٦

<<  <  ج: ص:  >  >>