للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (١) ويقول سبحانه: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} (٢)

وفي هذه الآية - آية البقرة - يقول سبحانه: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ} (٣) المعنى أنهم ينفقون في هذه الجهات، في القرابات وفي الأيتام الفقراء، وفي المساكين غير الأقارب من الضعفاء وفي أبناء السبيل وهم الذين يمرون بالبلد وليسوا من أهلها وتنقطع بهم النفقة، وهكذا السائلون وهم الذين يسألون الناس لحاجتهم ومسكنتهم، أو سائلون مجهولون لا تعرف حالهم، فيعطون ما يسد حالهم، وقوله: {وَفِي الرِّقَابِ} (٤) المعنى: ينفقون في عتق الرقاب، أي في عتق العبيد والإماء وفي عتق الأسارى وفك أسرهم.

ثم قال سبحانه وتعالى: {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} (٥) والمعنى: أن المؤمنين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، يحافظون على الصلوات، ويقيمونها في أوقاتها، كما شرعها الله، ويؤدون الزكاة كما شرعها الله، ثم قال سبحانه: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} (٦) أي إذا أعطوا عهدا وفوا ولم يغدروا، ثم قال سبحانه: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ} (٧) أي في حالة البأساء، وهي: حالة الفقر، والضراء وهي: الأمراض والأوجاع والجراحات ونحو ذلك، وحين البأس: حين القتال والحرب، ثم قال سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (٨) هؤلاء هم أهل الصدق، لكونهم حققوا إيمانهم بأعمالهم الطيبة، وتقواهم لله عز وجل. وذكر في سورة الأنفال صفات أخرى.

وفي سورة براءة، وفي سورة المؤمنون


(١) سورة السجدة الآية ١٦
(٢) سورة الحديد الآية ٧
(٣) سورة البقرة الآية ١٧٧
(٤) سورة البقرة الآية ١٧٧
(٥) سورة البقرة الآية ١٧٧
(٦) سورة البقرة الآية ١٧٧
(٧) سورة البقرة الآية ١٧٧
(٨) سورة البقرة الآية ١٧٧

<<  <  ج: ص:  >  >>