الصالحة يأخذون، وعليها يعتمدون، وبترك الأعمال السيئة يعتمدون أيضا، ويواظبون ويحافظون، وهكذا يأخذون بكل ما شرع الله، وبكل ما أباح الله من الأسباب فلا يضيعونها، فالتوكل من دون أسباب عجز أيضا، والأسباب من دون توكل عجز أيضا، فالتوكل الصادق الذي شرعه الله لعباده، الذي يجمع بين الأمرين: بين الاعتماد على الله وبين الأخذ بالأسباب، والأعمال التي شرعها الله وأمر بها سبحانه وتعالى.
ومما ورد في صفات المؤمنين قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يبغضه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة (١) » .
(١) أخرجه البخاري في كتاب المظالم والغصب، باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه برقم ٢٤٤٢، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم برقم ٢٥٨٠.