للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية من سورة التوبة، ثم قال بعدها: {وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (١) بعدما ذكر الصلاة والزكاة والموالاة بين المؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال: {وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (٢) يعني في كل شيء، كما يطيعونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الصلاة والزكاة، يطيعونه في كل شيء، هكذا المؤمن والمؤمنة، يطيعون الله ورسوله في كل الأوامر والنواهي أينما كانوا، ولا يتم الدين إلا بذلك، ثم قال تعالى: {أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} (٣) فأوضح سبحانه بذلك أن الذين استقاموا على دين الله وأدوا حقه وأطاعوه، وأطاعوا رسوله عليه الصلاة والسلام، هم المستحقون للرحمة في الدنيا والآخرة؛ لطاعتهم لله، وإيمانهم به، وأدائهم حقه، فدل ذلك على أن المعرض الغافل المقصر قد عرض نفسه لعذاب الله وغضبه، فالرحمة تحصل بالعمل الصالح والجد في طاعة الله والقيام بأمره، ومن أعرض عن ذلك وتابع الهوى والشيطان فله النار يوم القيامة، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} (٤) {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (٥) {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} (٦) {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} (٧) {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (٨)

فنسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا، وأن يرزقنا التواصي بالحق والتواصي بالصبر، والتعاون على البر والتقوى وإيثار الآخرة على الدنيا، والحرص على سلامة القلوب وسلامة الأعمال، والحرص على نفع المسلمين أينما كانوا، كما أسأله سبحانه أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين عموما، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم وأن يمنحهم الفقه في دينه وأن يشرح صدورهم لتحكيم شريعته والحكم بها، والاستقامة عليها، وأن يعيذنا وإياهم وسائر المسلمين في كل


(١) سورة التوبة الآية ٧١
(٢) سورة التوبة الآية ٧١
(٣) سورة التوبة الآية ٧١
(٤) سورة النازعات الآية ٣٧
(٥) سورة النازعات الآية ٣٨
(٦) سورة النازعات الآية ٣٩
(٧) سورة النازعات الآية ٤٠
(٨) سورة النازعات الآية ٤١

<<  <  ج: ص:  >  >>