للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه، إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.

ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.

أما قوله - صلى الله عليه وسلم -: " ولا طيرة " فمعناه: إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من التطير بالمرئيات والمسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهم، فأبطلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال في الحديث الآخر: «الطيرة شرك، الطيرة شرك (١) » . وقال - عليه الصلاة والسلام -: «إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك (٢) » .

وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: " أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك،


(١) سنن الترمذي السير (١٦١٤) ، سنن أبي داود الطب (٣٩١٠) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٣٨) ، مسند أحمد (١/٤٤٠) .
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الطب، باب في الطيرة، برقم ٣٩١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>