للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب لبيان هذا الحق والدعوة إليه, والتحذير مما يضاده, كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (١) وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (٢) وقال عز وجل: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (٣) {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} (٤) وحقيقة هذه العبادة: هي إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة, على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته, وغالب القرآن الكريم نزل في هذا الأصل العظيم, كقوله سبحانه: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (٥) {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (٦) وقوله سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (٧) وقوله عز وجل: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (٨) وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا (٩) » .

ومن الإيمان بالله أيضا الإيمان بجميع ما أوجبه على عباده وفرضه عليهم من أركان الإسلام الخمسة الظاهرة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا, وغير ذلك من


(١) سورة النحل الآية ٣٦
(٢) سورة الأنبياء الآية ٢٥
(٣) سورة هود الآية ١
(٤) سورة هود الآية ٢
(٥) سورة الزمر الآية ٢
(٦) سورة الزمر الآية ٣
(٧) سورة الإسراء الآية ٢٣
(٨) سورة غافر الآية ١٤
(٩) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٨٥٦) ، صحيح مسلم الإيمان (٣٠) ، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٤٣) ، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٩٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٢٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>