للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمواساة إخوانه الفقراء ورحمتهم حيث قال رضي الله عنه: «كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقه، فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: الآية، والآية الأخرى التي في آخر الحشر: تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه، من صاع بره من صاع تمره (٣) » حتى قال: «ولو بشق تمرة "، فجاء رجل من الأنصار بتمرة من فضة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء (٤) » رواه مسلم.

وأنتم أيها المسلمون قد رأيتم بأعينكم وقرأتم بأنفسكم ما يقال عن هذه المحنة القاسية والمجاعة الأليمة التي تتعرض لها أنفس من إخوانكم المسلمين في أفريقيا، فتصدقوا عليهم مما أفاء الله عليكم أسوة برسول الله في حبه للخير ودعوته للصدقة، وإنفاقه في سبيل الله، وأسوة بأصحابه رضي الله عنهم في مسارعتهم للإنفاق في وجوه الخير، ففي كل نفس رطبة صدقة، ولا يحقرن أحدكم ما يبذل في نفع إخوانه من نقد أو متاع أو طعام واقطعوا بمسارعتكم طريق الرجعة على الكفار الذين انتهزوا هذه المجاعة لغزو المسلمين في عقر دارهم بالتنصير والتضليل، وذلك بما تبذلونه وتنفقونه


(١) صحيح مسلم الزكاة (١٠١٧) ، سنن النسائي الزكاة (٢٥٥٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٥٩) .
(٢) سورة النساء الآية ١ (١) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}
(٣) سورة الحشر الآية ١٨ (٢) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}
(٤) صحيح مسلم الزكاة (١٠١٧) ، سنن النسائي الزكاة (٢٥٥٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٥٩) ، سنن الدارمي المقدمة (٥١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>