للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} (١) وقال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} (٢)

وهناك أمر آخر، وهو اختيار الألفاظ المناسبة، والرفق في الكلام، وعدم الغلظة إلا عند الضرورة إليها، كما أمر الله بذلك في قوله جل وعلا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي} (٣) هي أحسن، وقوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٤) وهم الكفار من اليهود والنصارى: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (٥)

فلا بد من الرفق كما قال عليه الصلاة والسلام: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه (٦) » . وقال عليه الصلاة والسلام: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله (٧) » فعلى المسلم في دعوته الرفق، والأسلوب الحسن، حتى يستجاب له، وحتى لا يقابل بالرد أو بالأسلوب الذي لا يناسبه.

فإن بعض الناس لما عنده من الشدة وسوء الخلق قد يقابل بالشتم والسب الذي يزيد الطين بلة، فمتى كان الداعي إلى الله ذا أسلوب حسن، حكيما رفيقا فإنه لا يعدم قبول دعوته أو على الأقل الكلام الحسن والمقابلة الحسنة من المدعو، الذي يرجى من الرفق به أن يتأثر بدعوته ويستجيب لها، والله المستعان.


(١) سورة النحل الآية ١٢٥
(٢) سورة فصلت الآية ٣٣
(٣) سورة النحل الآية ١٢٥
(٤) سورة العنكبوت الآية ٤٦
(٥) سورة العنكبوت الآية ٤٦
(٦) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٤) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٢٥) .
(٧) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٢) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٩) ، سنن ابن ماجه الأدب (٣٦٨٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>