للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآيات في هذا المعنى كثيرة، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا قول الله سبحانه: (٢) » وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار (٣) » وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه «سئل: أي الذنب أعظم فقال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك (٤) » الحديث. وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لعن الله من ذبح لغير الله (٥) » والأحاديث الدالة على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وعلى تحريم الشرك به وعلى أنه سبحانه مختص بعلم الغيب كثيرة جدا.

وفيما ذكرناه مقنع وكفاية لطالب الحق إن شاء الله، والله ولي التوفيق وهو الهادي لمن يشاء إلى سواء السبيل.

أما قول هذه الطائفة أنهم الفرقة الناجية وأنهم على الحق وغيرهم على الباطل فالجواب عنه أن يقال: ليس كل من ادعى شيئا تسلم له دعواه، بل لا بد من البرهان الذي يصدق دعواه كما قال الله سبحانه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (٦) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو يعطى الناس بدعواهم لادعى أناس دماء رجال وأموالهم (٧) » الحديث متفق على صحته من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث أنه قال: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي (٨) » .


(١) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٦٢٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٥٢) .
(٢) سورة لقمان الآية ٣٤ (١) {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
(٣) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٤٩٧) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٧٤) .
(٤) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٤٧٧) ، صحيح مسلم الإيمان (٨٦) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣١٨٣) ، سنن النسائي تحريم الدم (٤٠١٤) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٨٠) .
(٥) صحيح مسلم الأضاحي (١٩٧٨) ، سنن النسائي الضحايا (٤٤٢٢) ، مسند أحمد بن حنبل (١/١١٨) .
(٦) سورة البقرة الآية ١١١
(٧) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٥٥٢) ، صحيح مسلم الأقضية (١٧١١) ، سنن النسائي آداب القضاة (٥٤٢٥) ، سنن ابن ماجه الأحكام (٢٣٢١) .
(٨) سنن الترمذي الإيمان (٢٦٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>