للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الإيمان بالله أيضا: الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز, والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل, بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف, مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف لله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته, كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١) وقال عز وجل: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٢) وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان, وهي التي نقلها الإمام: أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه: (المقالات) عن أصحاب الحديث وأهل السنة, ونقله غيره من أهل العلم والإيمان.

قال الأوزاعي رحمه الله: سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات, فقالا: أمروها كما جاءت , وقال الوليد بن مسلم رحمه الله: سئل مالك والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات, فقالوا جميعا: أمروها كما جاءت بلا كيف , وقال الأوزاعي رحمه الله: كنا -والتابعون متوافرون- نقول إن الله سبحانه على عرشه, ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات , ولما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمة الله عليهما عن الاستواء قال: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق) , ولما سئل الإمام مالك رحمه الله عن ذلك, قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) , ثم قال للسائل: ما أراك إلا رجل سوء, وأمر به فأخرج , وروي هذا المعنى عن أم المؤمنين أم


(١) سورة الشورى الآية ١١
(٢) سورة النحل الآية ٧٤

<<  <  ج: ص:  >  >>