للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمراض أو نحوها فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل رفعا في الدرجات وتعظيما للأجور وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب، فالحاصل أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات وإعظام الأجور كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار، وقد يكون لتكفير السيئات كما في قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (١) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها (٢) » وقوله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يصب منه (٣) » وقد يكون ذلك عقوبة معجلة بسبب المعاصي وعدم المبادرة للتوبة كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة (٤) » خرجه الترمذي وحسنه.


(١) سورة النساء الآية ١٢٣
(٢) صحيح البخاري المرضى (٥٦٤٢) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٧٣) ، سنن الترمذي الجنائز (٩٦٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/١٩) .
(٣) صحيح البخاري المرضى (٥٦٤٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٣٧) ، موطأ مالك الجامع (١٧٥٢) .
(٤) سنن الترمذي الزهد (٢٣٩٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>