للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبذلك يحققون نسبتهم إلى الإسلام على خير وجه.

والإسلام هو دين الله الذي بعث به جميع الرسل كما قال عز وجل: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (١) وقال سبحانه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (٢) وقال سبحانه {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (٣) سمى سبحانه وتعالى دينه إسلاما لما فيه من الاستسلام لله والخضوع لأمره ونهيه والالتزام بطاعته والوقوف عند حدوده.

يقال في اللغة العربية: أسلم فلان لفلان إذا انقاد له، وأسلم العبد لله إذا انقاد لأمره وخضع لطاعته، فالإسلام خضوع لله وانقياد لأوامره وترك لنواهيه ووقوف عند حدوده سبحانه وتعالى.

وسمي إيمانا؛ لأن المسلم يفعل ذلك عن إيمانه بالله ورسوله لا عن رياء ولا عن سمعة ولا عن نفاق ولكنه يخضع لله ويسلم لله وينقاد لأوامره سبحانه ويقف عند حدوده عن إيمان وتصديق وطمأنينة، وعلم فيعلم أن الله واحد لا شريك له وهو رب السماوات والأرض وهو الخلاق العليم وهو مخلص لله معظم لحرمات الله مؤمن به سبحانه ربا وإلها وخالقا ورازقا ومعبودا بالحق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان (٤) » .

فديننا يسمى إسلاما لما فيه من الانقياد لله والإخلاص له والذل له


(١) سورة آل عمران الآية ١٩
(٢) سورة آل عمران الآية ٨٥
(٣) سورة المائدة الآية ٣
(٤) صحيح مسلم الإيمان (٣٥) ، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٤) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠٠٥) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٧٦) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٥٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>