للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهادتان هما أصل الدين وهما أساس الملة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ومتى صدق فيهما العبد وأدى حقهما فإنه يؤدي ما أوجب الله من الأقوال والأعمال وينتهي عما حرم الله من القول والعمل ويقف عند حدود الله ومتى فرط في شيء من ذلك صار نقصا في إيمانه وتوحيده وضعفا في إيمانه وتوحيده، فعلم من ذلك أن هاتين الشهادتين لهما حقوق وهي أداء فرائض الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها (١) » ، وقد احتج أبو بكر رضي الله عنه بهذا الحديث على قتال مانعي الزكاة، وقال: (إن الزكاة من حق لا إله إلا الله) ، فسلم له الصحابة رضي الله عنهم وتابعوه في جهادهم.

وفي آية براءة بيان تلك الحقوق وهي قوله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٢) وهؤلاء المؤمنون والمؤمنات هم المصدقون بالله والموحدون له الذين أقروا له بالتوحيد والإخلاص له وحده وصدقوا رسوله صلى الله عليه وسلم بعضهم أولياء بعض، فهم فيما بينهم أولياء متحابون في الله متناصحون فيه متواصون بالحق والصبر عليه متعاونون على البر والتقوى.

فهذه أوصاف المؤمنين والمؤمنات وهذه أخلاقهم العظيمة لا غل ولا حقد ولا حسد ولا غش ولا خيانة ولا شهادة بالزور ولا كذب فيما بينهم، لا يحسد بعضهم بعضا ولا يغش بعضهم بعضا ولا يشهدون بالزور ولا يظلمون أحدا ولا يخذلون أخاهم في الله ولا يخونون الأمانة بل هم إخوة في الله


(١) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٩٤٦) ، صحيح مسلم الإيمان (٢١) ، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٠٦) ، سنن النسائي تحريم الدم (٣٩٧١) ، سنن أبو داود الجهاد (٢٦٤٠) ، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (١/١١) .
(٢) سورة التوبة الآية ٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>