للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن المنكر على الصلاة في هذه الآية لعظم شأنه وكونه من المصلحة الهامة للمسلمين، كما قدم ذكره على الإيمان في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (١)

فالواجب على جميع المؤمنين والمؤمنات التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر والتواصي بالحق والصبر عليه؛ عملا بهذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث وعملا بقوله عز وجل: {وَالْعَصْرِ} (٢) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٣) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٤) فالواجب على مسلم رأى من أخيه تقصيرا في الصلاة أو ارتكابا لبعض المحرمات أن ينصحه بالرفق والأسلوب الحسن كما قال الله عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٥) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله (٦) » وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه (٧) » فإذا رأيت من أخيك تكاسلا وتثاقلا عن الصلاة في الجماعة فانصح له باللين وبالرفق وبالحكمة. وإذا رأيته سيء الخلق مع إخوانه فانصح له حتى يتواضع ويحسن خلقه مع إخوانه، وإذا رأيته يعق والديه أو أحدها أو علمت ذلك من طريق الثقات فانصحه وأمره بتقوى الله وببر والديه، أو رأيته يسيء إلى أقاربه أو إلى زوجته وأهل بيته فانصح له وقل: يا أخي اتق الله خيركم خيركم لأهله، ووضح له أن الواجب النصيحة للأهل وإكرامهم وعدم إيذائهم بالكلام السيئ أو الفعل السيئ وعليه أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالحكمة


(١) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٢) سورة العصر الآية ١
(٣) سورة العصر الآية ٢
(٤) سورة العصر الآية ٣
(٥) سورة النحل الآية ١٢٥
(٦) صحيح البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (٦٩٢٧) ، سنن الترمذي الاستئذان والآداب (٢٧٠١) ، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٩٤) .
(٧) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٤) ، سنن أبو داود كتاب الجهاد (٢٤٧٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>