للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن القرآن كله كالكلام الواحد.

والجواب: أني لا أعلم بأسا في مثل هذا الكلام من جهة أن القرآن كله كلام الله وكله محترم ومعظم وكله يفسر بعضه بعضا ويدل بعضه على بعض، لكن ليس هذا الجواب بسديد، والصواب أنها تزاد حيث وضح المعنى ولو كان ذلك في أول الكلام، كما في قوله تعالى في آخر سورة الحديد {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} (١) الآية، وقوله تعالى في سورة الأنعام، {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (٢) وما أشبه ذلك وهكذا قوله سبحانه {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (٣) و {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} (٤) المراد بذلك في هاتين الآيتين وأمثالهما نفي ما يقوله المشركون من التعلق على غير الله والتقرب إلى آلهتهم بأنواع العبادة ليشفعوا لهم عند الله وإنكارهم المعاد. ثم أثبت بعد ذلك إقسامه سبحانه بما أقسم به من يوم القيامة والنفس اللوامة في السورة الأولى وبالبلد الأمين وما بعده في السورة الثانية على ما ذكره سبحانه بعد ذلك في السورتين، ويجوز أن يقال: إن هذا الحرف جيء به للافتتاح لا لنفي شيء كما في الحروف المقطعة الأخرى في أول السور نحو (ألم) و (ألر) و (حم) وأشباه ذلك. وهذا هو معنى ما ذكره الإمام ابن جرير والحافظ ابن كثير.

٣ - وأما ما رواه الحافظ عمر بن شبة في تاريخ المدينة من قول عمر رضي الله عنه أنه وجد من عبد الله بن عمر ريح شراب. . إلخ

فالصواب: أنه عبيد الله وليس عبد الله المشهور، ولكن وقع في اسمه تصحيف كما يدل على ذلك


(١) سورة الحديد الآية ٢٩
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥١
(٣) سورة القيامة الآية ١
(٤) سورة البلد الآية ١

<<  <  ج: ص:  >  >>