للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} (١) وقال سبحانه: {وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} (٢) إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على ذم الجهل بالله والجهل بدينه والجهل بالعدو وبما يجب إعداده من الأهبة والاتحاد والتعاون، وعن الجهل نشأت هذه الأشياء التي سبقت من فرقة واختلاف وإقبال على الشهوات وإضاعة لما أوجب الله وعدم إيثار الآخرة وعدم الانتساب إليها بصدق بل لا يهم الأكثرية إلا هذه العاجلة كما جاء في الآية الكريمة من كتاب الله {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} (٣) {وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} (٤) وكما في قوله جل وعلا {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} (٥) {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (٦) {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} (٧) إلخ.

وعن الجهل أيضا نشأت هذه الكوارث وهذه العواقب الرديئة التي هي حب الدنيا وكراهية الموت والإقبال على الشهوات وإضاعة الواجبات والصلوات وإضاعة الإعداد للعدو من كل الوجوه إلا ما شاء الله من ذلك. ومن ذلك التفرق والاختلاف وعدم الاتحاد والتعاون إلى غير ذلك.

فقوله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (٨) » يدل على أن من علامات الخير والسعادة للفرد والشعب والدولة أن يتفقهوا في الدين، فإن الإقبال على التفقه في الدين والتعلم والتبصر بما يجب عليهم في العاجل والآجل من أوجب الواجبات، وفي ذلك علامة على أن الله أراد بهم خيرا.

ومن ذلك - مع إعداد للعدو - تأدية فرائض الله والانتهاء عن محارم


(١) سورة الأنعام الآية ١١١
(٢) سورة المائدة الآية ١٠٣
(٣) سورة القيامة الآية ٢٠
(٤) سورة القيامة الآية ٢١
(٥) سورة النازعات الآية ٣٧
(٦) سورة النازعات الآية ٣٨
(٧) سورة النازعات الآية ٣٩
(٨) صحيح البخاري العلم (٧١) ، صحيح مسلم الإمارة (١٠٣٧) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢١) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٩٣) ، موطأ مالك كتاب الجامع (١٦٦٧) ، سنن الدارمي المقدمة (٢٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>