للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإقبال عليها وسؤال الأساتذة عما يشكل فيها والمذاكرة مع الزملاء في ذلك حتى يكون الطالب قد حفظ وقته واستعد لما يقوله الأستاذ ويشرح له ولا يجوز له أن يتكبر عن المذاكرة مع زميله والسؤال لأستاذه، كما لا ينبغي أن يستحي في طلب العلم والسؤال عن المشكلات، قال الله تعالى في سورة الأحزاب {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (١) وقالت أم سليم الأنصارية رضي الله عنها: «يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم إذا هي رأت الماء (٢) » متفق عليه. والمراد بالماء: المني، وقال مجاهد بن جبر التابعي الجليل: لا يتعلم العلم مستح ولا مستكبر رواه البخاري في صحيحه معلقا مجزوما به.

ومن الواجب على الشباب وغيرهم العمل بالعلم وذلك بأداء الواجبات والحذر من المحرمات؛ لأن هذا هو المقصود من العلم ومن أسباب رسوخه وثباته في القلوب ومن أسباب رضاء الله عن العبد وتوفيقه له.

ومن المصائب العظيمة أن بعض الناس يتعلم ولكنه لا يعمل، ولا شك أن ذلك مصيبة كبيرة وتشبه بأعداء الله اليهود وأمثالهم من علماء السوء الذين غضب الله عليهم بسبب عدم عملهم بعلمهم.

يقول بعض السلف رضي الله عنهم: " من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم " ويدل على هذا قوله سبحانه {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (٣) وقوله عز وجل {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} (٤) فمن اهتدى زاده الله هدى وزاده علما وتوفيقا.

قال تعالى في أعظم سورة وهي سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٥) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (٦) وهم أهل العلم والعمل من الرسل وأتباعهم بإحسان. فالمنعم


(١) سورة الأحزاب الآية ٥٣
(٢) صحيح البخاري كتاب الأدب (٦٠٩١) ، صحيح مسلم الحيض (٣١٣) ، سنن الترمذي الطهارة (١٢٢) ، موطأ مالك الطهارة (١١٨) .
(٣) سورة محمد الآية ١٧
(٤) سورة مريم الآية ٧٦
(٥) سورة الفاتحة الآية ٦
(٦) سورة الفاتحة الآية ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>