للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحمد الله صامدون ومصرون على مواصلة الجهاد في سبيل الله، كما تتحدث عنهم الأخبار والصحف ومن شاركهم في الجهاد من الثقات لم يضعفوا ولم تلن شكيمتهم إلا أن مشكلتهم نتجت من الدمار الذي حل بديارهم والتخريب الذي أحدثته أسلحة الروس وطائراتهم والفاقة التي حلت بأهليهم مما تسبب في هجرة جماعية إلى الباكستان وغيرها، فقد ذكرت الأنباء الأخيرة بأن عدد اللاجئين الأفغان قد وصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين في الباكستان وحدها كلهم هربوا من ديارهم وأماكن رزقهم وأصبحوا بدون مأوى ولا مصدر رزق إلا ما يسره الله ممن أفاء الله عليه بنعمه ليجود بما يستطيع.

وإنها لدعوة أوجهها لإخواننا المسلمين في كل مكان بأن يقدموا لإخوانهم الأفغان مما آتاهم الله من الرزق، ومن ذلك الزكاة التي فرضها الله في أموالهم حقا لمن حددهم الله جل وعلا في سورة التوبة وهم ثمانية، قد دخل إخواننا المجاهدين والمهاجرون الأفغان في ضمنهم.

والله تبارك وتعالى عندما فرض الحق في مال الغني لأخيه المسلم في آيات كثيرة من كتابه الكريم كقوله تعالى {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} (١) {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (٢) وقوله سبحانه {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} (٣)

فإنه يثيب المسلم على ما يقدم لإخوانه ثوابا عاجلا وثوابا أخرويا يجد جزاءه عنده في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كما أنه يدفع عنه في الدنيا بعض المصائب التي لولا الله سبحانه ثم الصدقات والإحسان لحلت به أو بماله أو بولده فدفع الله بلاءها بصدقته الطيبة وعمله


(١) سورة المعارج الآية ٢٤
(٢) سورة المعارج الآية ٢٥
(٣) سورة الحديد الآية ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>