للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صحيحه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها (١) » ، ولا يجوز الجزع وإظهار السخط أو الكلام المنكر مثلما ذكر في السؤال (لعبة القدر العمياء) وهكذا قوله: (ولكن القدر المترصد لمنصور لم يحكم لعبته الأزلية) .

هذا الكلام وأشباهه من المنكرات العظيمة بل من الكفر البواح؛ لكونه اعتراضا على الله سبحانه، وسبا لما سبق به علمه واستهزاء بذلك، فعلى من قال ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه توبة صادقة، وقد صح عن رسول الله أنه قال: «ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية (٢) » متفق على صحته من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة (٣) » متفق على صحته من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة. والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة. والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة، وبالله التوفيق.


(١) صحيح مسلم الجنائز (٩١٨) ، سنن أبو داود الجنائز (٣١١٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٣٠٩) ، موطأ مالك الجنائز (٥٥٨) .
(٢) صحيح البخاري الجنائز (١٢٩٧) ، صحيح مسلم الإيمان (١٠٣) ، سنن الترمذي الجنائز (٩٩٩) ، سنن النسائي الجنائز (١٨٦٠) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٨٤) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٦٥) .
(٣) صحيح مسلم الإيمان (١٠٤) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٨٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>