وهذا أمر مطلوب وقد علم في الأصول المعتبرة أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، ولهذا صالحهم صلى الله عليه وسلم عشر سنين على وضع الحرب، وصبر على بعض الغضاضة في ذلك لمصلحة المسلمين وأمنهم حتى يتصلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وحتى يسمعوا القرآن.
ولهذا كان صلحا عظيما وفتحا مبينا نفع الله به، وصار الناس يتصلون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصحابة، ودخل بسبب هذا الصلح جم غفير وأمم كثيرة في الإسلام، دخلوا في دين الله وتركوا الكفر بالله عز وجل، فعلى جميع المسلمين أيضا أن يتعاونوا على البر والتقوى، ويتواصوا بالحق والصبر عليه، ويتعلموا دينهم، ويتفقهوا فيه؛ حتى يكونوا على بصيرة بجهادهم وسلمهم وصلحهم وحربهم.