للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه (١) » . وعن الحسن بن جابر قال: سمعت المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه يقول: «حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر أشياء ثم قال: يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ يحدث بحديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله (٢) » . أخرجه الحاكم والترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح،

وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان يوصي أصحابه في خطبته أن يبلغ شاهدهم غائبهم ويقول لهم: «رب مبلغ أوعى من سامع (٣) » ومن ذلك ما في الصحيحين «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب الناس في حجة الوداع في يوم عرفة، وفي يوم النحر قال لهم: فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى له ممن سمعه (٤) » . فلولا أن سنته حجة على من سمعها وعلى من بلغته، ولولا أنها باقية إلى يوم القيامة، لم يأمرهم بتبليغها، فعلم بذلك أن الحجة بالسنة قائمة على من سمعها من فيه عليه الصلاة والسلام، وعلى من نقلت إليه بالأسانيد الصحيحة.

وأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بكتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بهما، والتحاكم إليهما، ورد ما تنازع فيه المسلمون إليهما، وأن يوفق حكام المسلمين وقادتهم لاتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والحكم بهما في جميع الشئون، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق، وينصرهم على أعدائهم، كما اسأله سبحانه أن ينصر دينه، ويعلى كلمته ويخذل أعداؤه ويوفق المجاهدين في سبيله لما فيه رضاه، ويجمع كلمتهم على الحق، ويؤلف بين قلوبهم، وينصرهم على أعدائهم أعداء الإسلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


(١) سنن الترمذي العلم (٢٦٦٣) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٥) ، سنن ابن ماجه المقدمة (١٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٨) .
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٤/١٣٢) ، سنن الدارمي المقدمة (٥٨٦) .
(٣) سنن الترمذي كتاب العلم (٢٦٥٧) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٣٢) .
(٤) صحيح البخاري الحج (١٧٤١) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٣٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٧) ، سنن الدارمي المناسك (١٩١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>