للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى الرضا به وتنفيذه، وعلى المسلم أيضا أن يجتهد فيما يصلح دنياه، كما يجتهد في صلاح دينه وصلاح أهل بيته، فأهل البيت لهم حق عليك كبير بأن تجتهد في إصلاحهم وتوجيههم إلى الخير؛ لقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (١)

فعليك أن تجتهد في إصلاح أهل بيتك. وهم زوجتك وأولادك الذكور والإناث، وإخوانك، فجميع أهل البيت تجتهد في تعليمهم وتوجيههم وإرشادهم، وتحذيرهم مما حرم الله؛ لأنك مسئول عنهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته (٢) » ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته (٣) » .

فعلينا أن نجتهد في صلاحهم من جهة الإخلاص لله في جميع الأعمال والصدق في متابعة رسول الله لي الله عليه وسلم والإيمان به، ومن جهة الصلاة وغيرها مما أمر الله به سبحانه، ومن جهة البعد عن محارم الله.

فعلى كل واحد من الرجال والنساء النصح في أداء ما يجب عليه، فالمرأة عليها أن تجتهد والرجل كذلك. إذ صلاح البيوت من أهم الأمور، قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} (٤) وقال سبحانه عن نبيه إسماعيل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} (٥) وكان {يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} (٦)

فينبغي التأسي بالأنبياء والأخيار، والعناية بأهل البيت لا تغفل عنهم يا عبد الله من زوجة أو أم أو أب أو جد أو جدة أو إخوة أو أولاد، عليك أن تجتهد في صلاحهم، وأن تأمر بنيك وبناتك بالصلاة لسبع، وتضربهم عليها لعشر ضربا


(١) سورة التحريم الآية ٦
(٢) صحيح البخاري الجمعة (٨٩٣) ، صحيح مسلم الإمارة (١٨٢٩) ، سنن الترمذي الجهاد (١٧٠٥) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/١٢١) .
(٣) صحيح البخاري في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس (٢٤٠٩) ، صحيح مسلم الإمارة (١٨٢٩) ، سنن الترمذي الجهاد (١٧٠٥) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/١٢١) .
(٤) سورة طه الآية ١٣٢
(٥) سورة مريم الآية ٥٤
(٦) سورة مريم الآية ٥٥

<<  <  ج: ص:  >  >>