للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا قوله: «من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه (١) » .

فالأقدار تردها الأقدار التي جعلها الله سبحانه مانعة لها، والأقدار المعلقة على وجود أشياء كالبر والصلة والصدقة توجد عند وجودها، وكل ذلك داخل في القدر العام المذكور في قوله سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (٢) وقوله: «وتؤمن بالقدرخيره وشره (٣) » ومن هذا قوله: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار (٤) » وروي عنه أنه قال: «إن صدقة السر تطفئ غضب الله وتدفع ميتة السوء» وجميع الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب تدعو إلى إيمان العبد بأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما تدعوه إلى أن يسارع في الخيرات وينافس في الطاعات، ويحرص على أسباب الخير ويبتعد عن أسباب الشر، ويسأل ربه التوفيق والإعانة على كل ما فيه رضا الله سبحانه والسلامة من كل سوء.

وفي الصحيحين عن «النبي أنه قال لأصحابه ذات يوم: ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار، فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال لهم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا قوله سبحانه: (١١) » والله الموفق.


(١) صحيح البخاري الأدب (٥٩٨٥) .
(٢) سورة القمر الآية ٤٩
(٣) صحيح مسلم الإيمان (٨) ، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٠) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٩٥) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٣) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٢٧) .
(٤) سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٦) .
(٥) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٩٤٩) ، صحيح مسلم القدر (٢٦٤٧) ، سنن الترمذي القدر (٢١٣٦) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٩٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٧٨) ، مسند أحمد بن حنبل (١/١٥٧) .
(٦) سورة الليل الآية ٥ (٥) {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}
(٧) سورة الليل الآية ٦ (٦) {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}
(٨) سورة الليل الآية ٧ (٧) {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}
(٩) سورة الليل الآية ٨ (٨) {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى}
(١٠) سورة الليل الآية ٩ (٩) {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}
(١١) سورة الليل الآية ١٠ (١٠) {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}

<<  <  ج: ص:  >  >>