للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهتم بإخوانهم القائمين على دور العلم خاصة، وشأن الدعوة الإسلامية عامة في جميع الأصقاع من العالم، يجندون لذلك إمكاناتهم ويبذلون الجهود العظيمة في سبيل ذلك ويستسهلون الصعاب من أجل إعلاء كلمة الله ورفع راية الإسلام.

أيها الإخوة الكرام: إنه من دواعي السرور والغبطة أن يجتمع نخبة من المؤمنين في أي مكان ولا سيما أهل العلم للنظر في مشكلات المسلمين وتبادل الرأي فيما يصلح شئونهم ويحل مشكلاتهم ويرفع من شأن العلم وأهله ويؤيد المؤسسات العلمية ويدعمها ويوجهها الوجهة الصالحة، ويسهل أسباب وصول العلم للراغبين فيه، وعليه فالذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال والإخلاص له في جميع الأعمال والصبر والمصابرة في سبيل نشر العلم ودعوة الحق، عملا بقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (١) وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢) وإن أهم العلوم علم العقيدة الصحيحة وتبصير الطلبة بها وتحذيرهم مما يخالفهما، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة المستقاة من كتاب الله العزيز وسنة رسوله الأمين، وأن توضح لهم أدلتها وأنها هي العقيدة التي نزل بها القرآن وصحت بها السنة ودرج عليها أصحاب رسول الله وأتباعهم بإحسان، وهي توحيد الله في عبادته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأنه سبحانه هو المستحق للعبادة دون كل ما سواه، وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شبيه له، ولا كفء له، ولا ند له، ولا يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٣) فينبغي أن يوضح لطلبة العلم هذا الأمر بغاية البيان، وأن ما سلكه بعض الفرق المنتسبة للإسلام من تأويل آيات الصفات وأحاديثها عن ظاهرها مسلك لا يجوز الأخذ به ولا الإقرار عليه، بل يجب التنبيه على فساده وأنه مخالف لنصوص الكتاب


(١) سورة التوبة الآية ١١٩
(٢) سورة آل عمران الآية ٢٠٠
(٣) سورة الشورى الآية ١١

<<  <  ج: ص:  >  >>