للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله (١) » وفي لفظ: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس (٢) » وصح عنه عليه السلام أنه قال: «من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه (٣) » أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد جيد، وشكر المحسن من جنس الدعاء.

أما قولك: (أو بارك) فلم يتضح لي مرادك منها، فإن كان المراد الدعاء له بالبركة فلا بأس، أما إن كان المراد معنى آخر فأرجو الإفادة عنه حتى نجيبك على ذلك.

٢: من عادتنا إذا انتهينا من الأكل نقول: (بعد أن حمدنا الله) لآبائنا وأمهاتنا وكبرائنا: بارك أو شكر لك يا فلان، نتداوله بيننا، أيجوز ذلك. . . . إلى آخره؟

جـ: الجواب عن هذا السؤال يتضح من جواب الذي قبله، وهو أنه لا حرج في شكر المحسن والدعاء له بالبركة، بل ذلك مشروع لما تقدم من الأدلة، وفي صحيح مسلم أن النبي زار بعض أصحابه فأكل عندهم طعاما فلما أراد الخروج قالت زوجة صاحب البيت: يا رسول الله: ادع لنا، فقال عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم» .

والله يحفظكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


(١) سنن الترمذي البر والصلة (١٩٥٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٢) .
(٢) سنن الترمذي البر والصلة (١٩٥٤) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨١١) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٠٣) .
(٣) سنن النسائي الزكاة (٢٥٦٧) ، سنن أبو داود الزكاة (١٦٧٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>