للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين سبحانه في آخر الآيات أنهم إذا صبروا واتقوا لم يضرهم أعداؤهم فقال: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (١) وفي الآية الأخرى يقول جل وعلا: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (٢) وفي الأخرى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (٣) ويقول سبحانه: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٤)

فنصر الله جل وعلا باتباع شريعته والصبر على ذلك كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (٥) وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك (٦) » فمن حفظ الله بحفظ دينه والاستقامة عليه والتواصي بحقه والصبر عليه نصره الله وأيده على عدوه وحفظه من مكائده، وقال عز وجل: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٧) والمؤمنون هم الذين استقاموا على دين الله وحافظوا على حقه وابتعدوا عن مناهيه كما قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٨) {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (٩) فالمؤمنون هم المتقون وهم أولياء الله، وهم أنصار دين الله ينصرهم الله ويحميهم من كيد أعدائهم


(١) سورة آل عمران الآية ١٢٠
(٢) سورة آل عمران الآية ١٨٦
(٣) سورة يوسف الآية ٩٠
(٤) سورة الأنفال الآية ٤٦
(٥) سورة محمد الآية ٧
(٦) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٠٨) .
(٧) سورة الروم الآية ٤٧
(٨) سورة يونس الآية ٦٢
(٩) سورة يونس الآية ٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>