للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأولاد والمال والمناصب وإنما تكون المحبة عند الله بالعمل الصالح والتقوى لله والإنابة إليه والقيام بحقه وكل من كان أكمل تقوى كان أحب إلى الله.

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب وإنما يعطي الإيمان والدين من أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه (١) » ، فمن ابتلي بالكفر والمعاصي فهذا دليل على أنه مبغوض عند الله على حسب حاله ثم أيضا قد يكون الابتلاء استدراجا فقد يبتلى بالنعم يستدرج بها حتى يقع في الشر وفيما هو أسوأ من حاله الأولى قال تعالى: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} (٢) {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} (٣) روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب على معصيته فاعلم أنما هو استدراج، ثم قرأ قوله تعالى: (٥) » أي آيسون من كل خير والعياذ بالله.

ويقول جل وعلا: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ} (٦) {نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ} (٧)

وقد يبتلى الناس بالأسقام والأمراض ونحو ذلك لا عن بغض ولكن لحكمة بالغة منها رفع الدرجات وحط الخطايا كما تقدم بيان ذلك.


(١) مسند أحمد بن حنبل (١/٣٨٧) .
(٢) سورة الأعراف الآية ١٨٢
(٣) سورة الأعراف الآية ١٨٣
(٤) مسند أحمد بن حنبل (٤/١٤٥) .
(٥) سورة الأنعام الآية ٤٤ (٤) {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}
(٦) سورة المؤمنون الآية ٥٥
(٧) سورة المؤمنون الآية ٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>