للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف يحمدونه ويثنون عليه ويطلبون منه الهداية سبحانه وتعالى، وهذه من الأخلاق العظيمة أن تكثر الثناء على ربك وتحمده، وأن تعترف بأنك عبده وأنه معبودك الحق وأنه المستعان هذا من الأخلاق العظيمة وأن تطلب منه الهداية والتوفيق قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (١) {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (٢) {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (٣) تعليما لعباده سبحانه أن يثنوا عليه بهذه الأسماء العظيمة ويقول بعد هذا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٤) {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٥) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (٦)

وقال جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين (٧) » يعني الفاتحة - سماها صلاة لأنها ركن الصلاة - فإذا قال العبد: «الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم قال الله: أثنى علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين قال الله: مجدني عبدي (٨) » لأن التمجيد كثرة الثناء «وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال الله سبحانه: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل (٩) » .

فإياك نعبد حق الله، وإياك نستعين حاجة العبد ومطلوبه أن يستعين بربه لأنه المستعان سبحانه وتعالى المالك لكل شيء جل وعلا القادر على كل شيء يستعين به العبد في عبادته وطاعته وترك معصيته، ويستعين به أيضا في أموره الخاصة من أمور الدنيا كما في حديث ابن عباس: «فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله (١٠) » فربك هو المستعان وهو المعبود بالحق، فيعلمك سبحانه أن


(١) سورة الفاتحة الآية ٢
(٢) سورة الفاتحة الآية ٣
(٣) سورة الفاتحة الآية ٤
(٤) سورة الفاتحة الآية ٥
(٥) سورة الفاتحة الآية ٦
(٦) سورة الفاتحة الآية ٧
(٧) صحيح مسلم الصلاة (٣٩٥) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٢٩٥٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٨٦) ، موطأ مالك النداء للصلاة (١٨٩) .
(٨) صحيح مسلم الصلاة (٣٩٥) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٢٩٥٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٨٦) ، موطأ مالك النداء للصلاة (١٨٩) .
(٩) صحيح مسلم الصلاة (٣٩٥) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٢٩٥٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٨٦) ، موطأ مالك النداء للصلاة (١٨٩) .
(١٠) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٣٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>