للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك فهذا شرك أكبر، أو تطلب من الجن أن يغيثوك ويمنعوك من عدوك، أو تطلب من الملائكة أو من الأنبياء الذين قد ماتوا فهذا من الشرك الأكبر، أو تدعو الشمس أو القمر أو النجوم وتسألها النصر أو الغوث على الأعداء وما أشبه ذلك فكل هذا من الشرك الأكبر المخالف لما بينه الله في قوله سبحانه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (١) وهذا هو توحيد الله وهذا هو الخلق العظيم خلق الرسل وأتباعهم توحيد الله والإخلاص له دون كل ما سواه سبحانه وتعالى.

وهكذا طلب الهداية تطلب من ربك الهداية فأنت في حاجة إلى الهداية ولو كنت أتقى الناس ولو كنت أعلم الناس، أنت في حاجة إلى الهداية حتى تموت ولهذا علمنا سبحانه في الفاتحة أن نقول في كل ركعة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٢) في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في الفريضة غير النافلة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٣) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (٤)

وكان النبي وهو أعلم الناس وأكمل الناس هداية عليه الصلاة والسلام ومع هذا يقول في استفتاحه في الصلاة: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطك المستقيم (٥) » ، يطلب من ربه الهداية وهو سيد ولد آدم قد هداه الله وأعطاه كل خير، ومع هذا يطلب من ربه الهداية فإننا كلنا في حاجة إلى الهداية، العالم والمتعلم والعامة والخاصة والرجال والنساء كلنا في حاجة إلى الهداية.

ولهذا شرع الله لنا أن نقول: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٦) والمعنى دلنا على الخير وأرشدنا إليه


(١) سورة الفاتحة الآية ٥
(٢) سورة الفاتحة الآية ٦
(٣) سورة الفاتحة الآية ٦
(٤) سورة الفاتحة الآية ٧
(٥) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٧٠) ، سنن الترمذي الدعوات (٣٤٢٠) ، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦٢٥) ، سنن أبو داود الصلاة (٧٦٧) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٥٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٥٦) .
(٦) سورة الفاتحة الآية ٦

<<  <  ج: ص:  >  >>