للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذا يصلح المجتمع وتستقيم أحواله إذا كان كل واحد ينصح لأخيه ويؤدي الحق الذي عليه ولا يخون أخاه في شيء، وهكذا سائر المجتمع في أعماله كلها في البيع والشراء وفي الزراعة وفي رعاية الإبل والغنم يؤدي الأمانة وينصح لله ولعباده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (١) » ، وقال جرير بن عبد الله البجلي أحد الصحابة رضي الله عنهم: «بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم (٢) » .

ثم ذكر الله بعد ذلك الصلاة والزكاة فقال سبحانه: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} (٣) يعني أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويحافظون عليها كما أمرهم الله في أوقاتها هكذا يجب على المؤمن والمؤمنة العناية بالصلاة والمحافظة عليها وإقامتها كما شرعها الله، الرجل يؤديها في الجماعة، والمرأة تؤديها في وقتها في بيتها وفي محل عملها بإخلاص وطمأنينة وخشوع، كما قال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (٤) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (٥) وقال جل وعلا: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (٦) وقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} (٧) فالصلاة عمود الإسلام وركنه الأعظم بعد الشهادتين، يجب على


(١) صحيح مسلم الإيمان (٥٥) ، سنن النسائي البيعة (٤١٩٨) ، سنن أبو داود الأدب (٤٩٤٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/١٠٢) .
(٢) صحيح البخاري الزكاة (١٤٠١) ، صحيح مسلم الإيمان (٥٦) ، سنن الترمذي البر والصلة (١٩٢٥) ، سنن النسائي البيعة (٤١٧٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٦٤) ، سنن الدارمي البيوع (٢٥٤٠) .
(٣) سورة التوبة الآية ٧١
(٤) سورة المؤمنون الآية ١
(٥) سورة المؤمنون الآية ٢
(٦) سورة البقرة الآية ٢٣٨
(٧) سورة البقرة الآية ٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>