للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم أنصح الناس للناس، وأقومهم بواجب النصح والدعوة والتواصي بالحق والصبر عليه.

فهذا نوح صلى الله عليه وسلم يقول لقومه: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (١) وهذا هود صلى الله عليه وسلم يقول لقومه: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (٢)

وهذا صالح صلى الله عليه وسلم يقول لقومه: {يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} (٣)

فأمر النصح عظيم جدا وأولى الناس بالتناصح والتواصي بالحق بعد الأنبياء هم العلماء وطلبة العلم.

فمن توفيق الله للعبد أن يسلك سبيل الأنبياء والمؤمنين الناصحين المتناصحين، وقد رأيت توجيه هذه النصيحة لإخواني من العلماء وطلبة العلم وسائر المؤمنين قياما بواجب النصح والتعاون على البر والتقوى كما قال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (٤)

وأول ما أنصح به أن نتواصى بتقوى الله تعالى كما قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (٥) وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (٦) {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (٧) وقال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (٨)


(١) سورة الأعراف الآية ٦٢
(٢) سورة الأعراف الآية ٦٨
(٣) سورة الأعراف الآية ٧٩
(٤) سورة المائدة الآية ٢
(٥) سورة التوبة الآية ١١٩
(٦) سورة الأحزاب الآية ٧٠
(٧) سورة الأحزاب الآية ٧١
(٨) سورة النساء الآية ١٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>