للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١) فعليك يا عبد الله أن تقوم بالواجب من الدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى إخوانك المستمعين والمأمورين أن يستجيبوا للحق، وأن يتأدبوا بالآداب الشرعية من قول الحق وإيثاره والرضا به وتقديمه على الهوى، هذا هو طريق السعادة.

يقول سبحانه في كتابه العظيم: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} (٢) {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (٣) {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} (٤) {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} (٥) {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (٦) فمن خاف مقام الله وراقبه سبحانه قبل النصيحة وخضع للحق وقبله وتأدب بالآداب الشرعية، وسارع إلى ما أوجب الله وإلى ترك ما حرم الله، فالهوى يفضي بأهله إلى النار، ويفضي بأهله إلى الضلالة وإلى سوء المصير، كما قال جل وعلا: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (٧) وقال تعالى: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} (٨)

فبين سبحانه أن الواقع أمران وهما: إما الاستجابة لله والرسول وإما اتباع الهوى فقال سبحانه: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ} (٩) يعنى يا محمد {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} (١٠) ثم قال سبحانه: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} (١١)


(١) سورة آل عمران الآية ١٠٤
(٢) سورة النازعات الآية ٣٧
(٣) سورة النازعات الآية ٣٨
(٤) سورة النازعات الآية ٣٩
(٥) سورة النازعات الآية ٤٠
(٦) سورة النازعات الآية ٤١
(٧) سورة ص الآية ٢٦
(٨) سورة القصص الآية ٥٠
(٩) سورة القصص الآية ٥٠
(١٠) سورة القصص الآية ٥٠
(١١) سورة القصص الآية ٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>