للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذه البهائم لعدم انتفاعه بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، وجعلهم سبحانه أضل من الأنعام؛ لأنهم أعطوا عقولا وأسماعا وأبصارا فلم يستفيدوا منها في اتباع الحق، فصاروا بذلك شرا من الأنعام وأضل منها.

وقال عز وجل: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (١)

فهل ترضى يا عبد الله وهل ترضين يا أمة الله بمشابهة الأنعام في عدم معرفة الحق واتباعه. . فعليكما بالجد في فهم القرآن والسنة، وفي التعلم والسؤال عما أشكل عليكما والعمل بالحق حتى لا تشبها هذه البهائم، فمن جد وجد، ومن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، فالمهم الصدق في طلب الحق، وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال: «من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة (٢) » ، أخرجه الترمذي رحمه الله بإسناد حسن، فمن خاف صادقا تعلم وتفقه، قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (٣) علق الحكم بالخوف؛ لأن الخوف الصادق يحمل على طاعة الله ورسوله، ويحمل على التفقه والتعلم وعلى ترك كل ما نهى الله عنه ورسوله ومن هذا قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (٤) فالخشية لله والخوف منه كل ذلك يقتضي الجد في طاعة الله والتعلم والتفقه في الدين.


(١) سورة الفرقان الآية ٤٤
(٢) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٤٥٠) .
(٣) سورة الرحمن الآية ٤٦
(٤) سورة الملك الآية ١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>