للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية. وقوله عز وجل لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام لما أرسلهما إلى فرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (١) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا وتطاوعوا ولا تختلفوا (٢) » ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه (٣) » ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله (٤) » ، وكل هذه الأحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه (٥) » ، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا ويجمع كلمتهم على الحق، وأن يصلح قادتهم وولاة أمرهم، ويوفقهم لتحكيم شريعته والرضا بها وإيثارها على ما سواها، وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته، وأن يعينهم على كل ما فيه صلاح أمور دينهم ودنياهم، وعلى كل ما فيه سعادتهم وسعادة شعوبهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، وأن يوفق علماء المسلمين ودعاة الإسلام لأداء ما يجب عليهم على الوجه الذي يرضيه، وأن يبارك في جهودهم وينصر بهم الحق ويعينهم على كل ما فيه صلاح العباد والبلاد إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


(١) سورة طه الآية ٤٤
(٢) صحيح البخاري الجهاد والسير (٣٠٣٨) ، صحيح مسلم الجهاد والسير (١٧٣٢) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨٣٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٤١٢) .
(٣) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٤) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٢٥) .
(٤) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٢) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٩) ، سنن ابن ماجه الأدب (٣٦٨٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٦٦) .
(٥) صحيح مسلم الإمارة (١٨٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>