للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل (١) » ، وقال عليه الصلاة والسلام: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله (٢) » .

ومن العلاج الشرعي: أن يعالج السحر بالقراءة، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن: وهي الفاتحة، تكرر عليه، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور، وأنه متى قال للشيء: كن فإنه يكون، فإذا صدرت القراءة عن إيمان، وعن تقوى، وعن إخلاص، وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله.

وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم، يعني: أميرهم، وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه، فقالوا لبعض الصحابة: هل فيكم من راق؟ قالوا: نعم. فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة، فقام كأنما نشط من عقال في الحال، وعافاه الله من شر لدغة الحية. والنبي عليه الصلاة والسلام قال: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا (٣) » . وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام، فالرقية فيها خير كثير، وفيها نفع عظيم، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة، وبآية الكرسي، وبقل هو الله أحد، والمعوذتين، أو بغيرها من الآيات، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعض المرضى: «اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما (٤) » . يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر، ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم «أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك. ثلاث مرات (٥) » فهذه رقية عظيمة وثابتة


(١) صحيح مسلم السلام (٢٢٠٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٣٥) .
(٢) صحيح البخاري القدر (٦٦٠٤) ، سنن أبو داود الفتن والملاحم (٤٢٤٠) .
(٣) صحيح مسلم السلام (٢٢٠٠) ، سنن أبو داود الطب (٣٨٨٦) .
(٤) صحيح البخاري الطب (٥٧٥٠) ، صحيح مسلم السلام (٢١٩١) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٢٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٢٦) .
(٥) صحيح مسلم السلام (٢١٨٦) ، سنن الترمذي الجنائز (٩٧٢) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٢٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>