للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصى الرسول فقد عصى الله، ومن عصى الله فقد أبى دخول الجنة.

وفي سنن أبي داود، وصحيح الحاكم بإسناد جيد، عن المقدام بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه (١) » . المراد بالكتاب: هو القرآن، ومثله معه: أي السنة - الوحي الثاني- «ألا يوشك رجل شبعان متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه (٢) » . وفي لفظ: «يوشك رجل شبعان على أريكته يحدث بالأمر من أمري مما أمرت به ونهيت عنه، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه اتبعناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله (٣) » . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

فالواجب على جميع الأمة أن تعظم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تعرف قدرها، وأن تأخذ بها، وتسير عليها، فهي الشارحة والمفسرة لكتاب الله عز وجل، والدالة على ما قد يخفى من كتاب الله، والمقيدة لما قد يطلق من كتاب الله، المخصصة لما قد يعم من كتاب الله، ومن تدبر كتاب الله وتدبر السنة عرف ذلك؛ لأن الله جل وعلا يقول: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٤) فهو المبين للناس ما نزل عليهم - عليه الصلاة والسلام - فإذا كانت سنته غير معتبرة ولا يحتج بها، فكيف يبين للناس دينهم وكتاب ربهم؟! هذا من أبطل الباطل.

فعلم بذلك أنه صلى الله عليه وسلم هو المبين لكتاب الله، كما قاله الله، وأنه


(١) سنن أبو داود السنة (٤٦٠٤) .
(٢) سنن الترمذي العلم (٢٦٦٤) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (١٢) ، سنن الدارمي المقدمة (٥٨٦) .
(٣) سنن الترمذي العلم (٢٦٦٤) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (١٢) ، سنن الدارمي المقدمة (٥٨٦) .
(٤) سورة النحل الآية ٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>