للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وهم أهل الكتاب: اليهود والنصارى؛ لأن الجدال بالتي هي أحسن من أسباب قبول الحق والخضوع له، والجدال بالعنف من أسباب النفرة عن الحق وعدم قبوله؛ ولهذا أثنى الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بما منحه الله من اللين وعدم العنف في الدعوة، فقال سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (١)

فالواجب على الدعاة إلى الله أن يعتنوا بهذا الأسلوب الذي رسمه الله لعباده وأمرهم به، وأن يحذروا ما يخالفه، هكذا ينبغي للدعاة أن يتكلموا بالحق ويصدعوا به، ويصبروا على ذلك، لكن بالأسلوب الحسن، بالعلم والجدال بالتي هي أحسن، لا بالعنف والشدة، ولا بالتعرض لفلان وفلان، ولكن على الداعي أن يبين الحق ويدعو إليه بأدلته، ويبين الباطل ويدعو إلى تركه بأدلته، يريد ثواب الله والسعادة لا رياء ولا سمعة، بل يريد وجه الله والدار الآخرة.


(١) سورة آل عمران الآية ١٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>