للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبائر، ولم يصروا على الصغائر.

وأحسن ما قيل في ثبوت الكبائر: إنها المعاصي التي فيها حد في الدنيا؛ كالسرقة، والزنى، والقذف، وشرب المسكر، أو فيها وعيد في الآخرة بغضب من الله أو لعنة أو نار؛ كالربا، والغيبة، والنميمة، وعقوق الوالدين.

ومما يدل على غفران الصغائر باجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى، فهو مدرك ذلك لا محالة، فزنى العين النظر، وزنى اللسان الكلام، وزنى الأذن الاستماع، وزنى اليد البطش، وزنى الرجل الخطى، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه (١) » .

ومن الأدلة على وجوب الحذر من الصغائر والكبائر جميعا وعدم الإصرار عليها: قوله سبحانه: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٢) {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (٣)

القول الثاني: أن المراد باللمم: هو ما يلم به الإنسان من المعاصي، ثم يتوب إلى الله من ذلك، كما قال في الآية السابقة، وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} (٤) الآية، وقوله سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٥) وما جاء في معنى ذلك من الآيات الكريمات، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:


(١) صحيح البخاري الاستئذان (٦٢٤٣) ، صحيح مسلم القدر (٢٦٥٧) ، سنن أبو داود النكاح (٢١٥٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٧٦) .
(٢) سورة آل عمران الآية ١٣٥
(٣) سورة آل عمران الآية ١٣٦
(٤) سورة آل عمران الآية ١٣٥
(٥) سورة النور الآية ٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>