للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوما قبله أو يوما بعده.

وأما الدعاء: فهو مشروع في الصلاة في الفريضة والنافلة، كما أنه مشروع في خارجها، وفي كل وقت، ويستحب للداعي أن يسأل ربه حاجاته كلها، حاجات الدنيا وحاجات الآخرة، ويشرع ذلك في الصلاة وخارجها، والأفضل: أن يكون ذلك في السجود، وفي آخر الصلاة قبل السلام؛ لأحاديث صحيحة وردت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمشروع العناية بالدعاء المتعلق بالآخرة أكثر، وهكذا الدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من غيرها.

وأما الصلوات المشروعة مع الفرائض فهي: أربع ركعات قبل الظهر بتسليمتين، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح، فهذه اثنتا عشرة ركعة في ست تسليمات كلها نوافل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها في الحضر، وتسمى: الرواتب، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعا بني له بها بيتا في الجنة (١) » ، خرجه مسلم في صحيحه، ورواه الترمذي رحمه الله في سننه، وزاد: «أربعا قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد صلاة المغرب، وثنتين بعد صلاة العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح (٢) » ، وإن صلى أربعا بعد الظهر وأربعا قبلها كان أفضل؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم حبيبة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار (٣) » ، خرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وهذا كله إذا كان الإنسان في الحضر، أما في السفر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يترك سنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء، ويحافظ على سنة الفجر والوتر، وكان عليه الصلاة والسلام


(١) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٢٨) ، سنن الترمذي الصلاة (٤١٥) ، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٧٩٦) ، سنن أبو داود الصلاة (١٢٥٠) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١١٤١) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٤٢٨) ، سنن الدارمي الصلاة (١٤٣٨) .
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٦/٢١٧) .
(٣) سنن الترمذي الصلاة (٤٢٨) ، سنن أبو داود الصلاة (١٢٦٩) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١١٦٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٣٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>