للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد قرئ علي ما نشر في صحيفة البلاد عدد (١٠٣٥٥) الصادر يوم الجمعة ١٢ \ ٥ \ ١٤١٣هـ بعنوان: (صاحب أكبر شارب في العالم أجرت معه الصحيفة مقابلة) .

وقد ساءني ذلك؛ لما فيه من منكر لا يجوز، وما فيه من دعوة إلى الفساد والفتنة، والترويج لما يخالف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن هديه عليه الصلاة والسلام أكمل هدي، وقد أمر الله باتباع ما يأمر به الرسول، واجتناب ما ينهى عنه، قال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (١)

ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بإعفاء اللحى وقص الشارب وإحفائه، وهو أفضل.

أما اتخاذ الشوارب الطويلة وإطالة الشنبات فذلك لا يجوز؛ لأنه مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين (٢) » ، متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس (٣) » ، رواه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ومن لم يأخذ من شاربه فليس منا (٤) » ، رواه النسائي بإسناد صحيح.

وفي هذه الأحاديث الصحيحة وعيد شديد وتحذير أكيد مما يوجب على المسلم الحذر مما نهى عنه الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، والمبادرة إلى امتثال ما أمر الله به ورسوله.


(١) سورة الحشر الآية ٧
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٢٩) .
(٣) صحيح مسلم الطهارة (٢٦٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٦٦) .
(٤) سنن الترمذي الأدب (٢٧٦١) ، سنن النسائي الزينة (٥٠٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>