للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ما أراك إلا رجل سوء) ، ثم أمر بإخراجه.

وهذا الذي قاله الإمام مالك، وأم سلمة، وربيعة رضي الله عنهم، هو قول أهل السنة والجماعة كافة، يقولون في أسماء الله وصفاته: إنها يجب إثباتها لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى.

فالإيمان والإقرار بها واجب، والتكييف منفي لا يعلم كيفيتها إلا الله عز وجل، ولهذا يقول سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (١) ويقول سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢) ويقول سبحانه: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٣) وهو سبحانه يغضب على أهل معصيته والكفر به، ويرضى عن أهل طاعته، ويحب أولياءه، ويبغض أعداءه، وهذا الحب والبغض والرضا والغضب وغيرها من صفاته سبحانه، كلها ثابتة له سبحانه على الوجه الذي يليق بجلاله عز وجل، وهو قول أهل السنة والجماعة فالواجب: التزام هذا القول، والثبات عليه، والرد على من خالفه.

ومن أدلة الدعاء في السجود: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم (٤) » ، وقال صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء (٥) » ، أخرجهما مسلم في صحيحه.

فإذا سألت المرأة زوجا صالحا في السجود أو في آخر الليل، أو مالا حلالا، وكذلك الرجل إذا سأل ربه أن يعطيه زوجة صالحة، أو


(١) سورة الإخلاص الآية ٤
(٢) سورة الشورى الآية ١١
(٣) سورة النحل الآية ٧٤
(٤) صحيح مسلم الصلاة (٤٧٩) ، سنن النسائي التطبيق (١٠٤٥) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٧٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٢١٩) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٢٦) .
(٥) صحيح مسلم الصلاة (٤٨٢) ، سنن النسائي التطبيق (١١٣٧) ، سنن أبو داود الصلاة (٨٧٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>