للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في إصلاح الناس، وتوجيههم إلى الخير، وتحذيرهم من الشر، وأهم شيء: هو العناية بالعقيدة وإفهام الناس ذلك، وتوضيح ذلك لهم؛ فإن الله جل وعلا خلق الخلق ليعبدوه، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١) وهذه العبادة هي دين الله، هي الإسلام، هي الهدى، هي التقوى، هي الإيمان بالله ورسوله.

فواجب على جميع المكلفين أن يفهموها ويعرفوها، وواجب على أهل العلم والبصيرة أن يوضحوها للناس، وأن يشرحوها للناس، وهي توحيد الله والإخلاص له، وصرف جميع العبادة له جل وعلا من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة، وغير هذا من أنواع العبادة.

ومن أخص العبادة التي خلقنا لها أن نخص الله بالعبادة، ندعوه وحده، نستغيث به، ننذر له، نذبح له، نسجد له، نصلي له، نصوم له ... إلى غير ذلك، ولا بد من بيانها للناس بلغاتهم التي يفهمونها، ولا بد من الصبر على ذلك، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٢) وقال جل وعلا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٣) وقال سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (٤)

فالواجب على الدعاة الصبر والتحمل، وأن تكون دعوتهم على بصيرة وعن علم بما قال الله سبحانه وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، هذه هي الحكمة


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة فصلت الآية ٣٣
(٣) سورة النحل الآية ١٢٥
(٤) سورة آل عمران الآية ١٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>