للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (١) وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (٢) {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (٣) وقال تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} (٤)

ففي هذه الآيات الكريمات الأمر بالتقوى، والتحريض على التخلق بها، وبيان ما وعد الله به أهلها من تيسير الأمور، وتفريج الكروب، وغفران السيئات، والفوز بنعيم الجنات، فحقيق بالعبد الناصح لنفسه أن يلزم التقوى، ويدعو إليها، ويحذر الناس من تركها.

وحقيقة التقوى أداء ما أوجبه الله على العبد من الطاعة، واجتناب ما حرم عليه من المعصية.

وأصلها وأساسها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وليس المراد مجرد لفظ الشهادة وإنما المراد معناها علما وعملا، فيخلص العبد عباداته لله وحده مؤمنا بأن الله ربه ومعبوده الحق لا إله غيره ولا رب سواه، ويتبرأ من عبادة غير الله ويكفر بها، ويعتقد بطلانها ويؤمن بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله حقا أرسله الله إلى جميع الثقلين، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، ويؤمن بأنه عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب بل يطلع ويتبع، ويقدم محبة الله ورسوله على ما سواهما،


(١) سورة القلم الآية ٣٤
(٢) سورة الطلاق الآية ٢
(٣) سورة الطلاق الآية ٣
(٤) سورة الأنفال الآية ٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>