للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظلمات؛ من ظلمات الشرك، والمعاصي، والبدع، والفرقة والاختلاف إلى نور الحق والهدى والاجتماع على الخير، والتعاون على البر والتقوى، وهذا هو صراط الله المستقيم وهو توحيد الله، وأداء فرائضه، وترك محارمه، والتواصي بحقه والحذر من معاصيه، ومن مخالفة أمره. هذا هو صراط الله المستقيم، وهذا هو النور والهدى، وهذا هو الطريق الأقوم.

وقال سبحانه في سورة الأنبياء: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} (١) وقال سبحانه في سورة يس: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} (٢) {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} (٣) والمقصود أن الله جل وعلا جعل كتابه ذكرا، وجعله نذارة، وجعله شفاء، وجعله هدى، فالواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس أن يهتدوا به، وأن يستقيموا عليه، وأن يحذروا مخالفته. قال جل وعلا: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٤) وقال سبحانه: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٥) وقال جل وعلا: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (٦)

وسئلت عائشة رضي الله عنها فقيل لها: «يا أم المؤمنين ماذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلقه القرآن (٧) »


(١) سورة الأنبياء الآية ٥٠
(٢) سورة يس الآية ٦٩
(٣) سورة يس الآية ٧٠
(٤) سورة ص الآية ٢٩
(٥) سورة الأنعام الآية ١٥٥
(٦) سورة محمد الآية ٢٤
(٧) سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦٠١) ، سنن أبو داود الصلاة (١٣٤٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>